لماذا قررت الدراسة في تركيا
عندما كنت أتخرج من المدرسة الثانوية، كانت خططي هي الدراسة في أوروبا أو الولايات المتحدة، ولكن مهاراتي في اللغة الإنجليزية لم تكن قوية في ذلك الوقت وكانت التكلفة باهظة جدًا لعائلتي. حتى مع خصم 20٪، كان علي أن أدفع 25,000 دولار سنويًا، وهو ما يزيد عن ضعف دخل والدي السنوي. لم أكن قادرة على تحمل ذلك، وبدا الحصول على المنح الدراسية دون معرفة كبيرة بالعملية أمرًا صعبًا.
ثم اكتشفت منحة تركيا بورسلاري، والتي سمحت لي بالتقدم إلى 12 جامعة في تركيا بمنحة دراسية كاملة. انتهى بي الأمر باختيار جامعة أكدنيز في أنطاليا، إحدى أفضل المدن في تركيا. تبين أنها كانت تجربة مذهلة!
طلبي وإحصائياتي
لا أستطيع التحدث عن معايير اختيار المستفيدين من منحة تركيا بورسلاري، حيث لاحظت أن بعض زملائي الذين كانت لديهم معدلات تراكمية عالية جدًا لم يتم قبولهم. ليس لدي الوصفة المثالية، ولكنني سأشارك تجربتي الخاصة وما ساعدني في الحصول على المنحة.
أولاً، أعتقد أن المعدل التراكمي عامل حاسم نظرًا لوجود منافسة عالية بين الطلاب. تقدمت بمعدل تراكمي 94.5/100. كما كان لأنشطتي اللامنهجية تأثير كبير على طلبي. تتطلب المنحة الكثير من الشهادات والإفادات، ويمكنك استخدام أي منها حتى لو حصلت عليها في المدرسة المتوسطة أو الابتدائية. كان لدي الكثير من تجارب التطوع، بما في ذلك المنظمات الدولية وشاركت في مهرجان شباب العالم في سوتشي عام 2017. تظهر هذه الأنشطة أنني شخص متنوع يمكنه الازدهار في بيئة دولية.
بعد ذلك، قدمت نتائج اختبار TOEFL (أكثر من 60) واختبار SAT (1100/1600). على الرغم من أن درجاتي لم تكن مرتفعة، إلا أن حقيقة أنني خضت الاختبارات أظهرت جهدي وكان لها تأثير على طلبي.
أخيرًا، أعتقد أنه من المهم أن تكون حذرًا عند اختيار الجامعات التي تتقدم إليها. بدلاً من التقدم فقط إلى الجامعات في إسطنبول وأنقرة، كما فعلت، أقترح التقدم إلى جامعات متنوعة في مدن مختلفة لزيادة فرص القبول حيث أن ليست كل الجامعات متساوية في التنافسية. من الأمور المريحة جدًا أنه لا توجد متطلبات محددة أو مقالات مطلوبة لكل جامعة. عملية التقديم بأكملها مباشرة جدًا.
المقابلة
لست متأكدة من كيفية إجراء المقابلة الآن، ولكن في عام 2018، كانت المقابلات تُجرى وجهًا لوجه. المنحة الدراسية متاحة للمتقدمين من 180 دولة، ويسافر ممثلون من تركيا إلى كل دولة لإجراء المقابلات. عادةً ما يوفرون مترجمًا لضمان التواصل الصحيح، لكنني كنت أتحدث التركية بالفعل في ذلك الوقت.
كانت المقابلة سهلة نسبيًا، حيث سُئلت عن أسباب اختياري لتركيا، واختياري للتخصص، وكيف يرتبط ذلك باحتياجات بلدي. كما سألوني عن هواياتي واهتماماتي.
سلطت الضوء على حدث معين في مدينتي - انقطاع كبير في الكهرباء كان يحدث خلال فترة المقابلة مما ترك نصف المدينة بدون كهرباء خلال فصل الشتاء. تحدثت عن رغبتي في إحداث تغيير كمهندسة وكيف أن هناك حاجة كبيرة لهذا.
بشكل عام، المقابلة تشبه أي مقابلة أخرى، ومن المهم إظهار أنك منفتح الذهن وقادر على التكيف مع البيئات الجديدة. الجزء الوحيد الصعب كان أنها تم جدولتها بعد وقت قصير جدًا من القبول في المرحلة التالية من عملية التقديم. نصيحتي هي أن تقضي بعض الوقت في مراجعة طلبك الخاص في حالة احتياجك لتوضيح أي شيء معين.
المنحة الدراسية ونفقات المعيشة
توفر المنحة الدراسية تغطية كاملة تشمل تذاكر الطيران والسكن والتأمين والرسوم الدراسية، بالإضافة إلى راتب شهري للمعيشة. فيما يتعلق بنفقاتي، لم يكن هناك ما يدعو للقلق سوى دفع تكاليف ترجمة بعض الوثائق وشراء الأغراض الشخصية. حتى أن جامعتي استقبلتني في المطار وأوصلتني إلى السكن الجامعي، وهو ما اعتبرته لفتة لطيفة للغاية. في الوقت نفسه، أنصح بشدة بإحضار بعض المال الأولي لأنه ستكون هناك نفقات غير متوقعة مثل رسوم البطاقات الطلابية وتصريح الإقامة الدائمة، والتي تبلغ حوالي 100 دولار.
حصلت على المنحة الدراسية قبل أربع سنوات عندما كان العالم مستقرًا ولم يكن هناك تضخم في تركيا، ولكن الأمور مختلفة قليلاً الآن. في وقتي، كان الراتب الشهري 150 دولارًا شهريًا وكان كافيًا لنفقاتي اليومية. لم أتمكن من شراء أشياء كبيرة مثل الملابس أو الأحذية، ولكنه كان كافيًا للعيش بشكل مريح في أنطاليا. ومع ذلك، تختلف النفقات حسب المدينة. على سبيل المثال، في أنطاليا، لم أكن بحاجة لاستخدام أي وسيلة مواصلات لأن كل شيء موجود داخل الحرم الجامعي، ولكن في إسطنبول، يستخدم الطلاب المترو والحافلات مرتين يوميًا.
الآن، بعد انخفاض قيمة العملة، انخفض مبلغ المنحة إلى حوالي 60-50 دولارًا. وهذا بالتأكيد غير كافٍ. على الرغم من أنه رسميًا لا يُسمح لك بالعمل أثناء تلقي المنحة الدراسية، إلا أن الطلاب يجدون طرقًا لكسب بعض المال الإضافي لنفقات المعيشة أو يتلقون الدعم من الوالدين. في حالتي، كنت أحصل على دخل ثابت من خلال تقديم دروس خصوصية في اللغتين الإنجليزية والروسية بنظام الساعة.
الأكاديميات في جامعة أكدنيز
تخصصت في الهندسة، وبصراحة، جامعتي ليست الأفضل لدراسة التكنولوجيا. الجامعات القوية في هذا المجال تقع عادة في إسطنبول وأنقرة. يمكنني وصف جامعتي بأنها متوسطة المستوى - الفصول والمختبرات كانت جيدة، ولكن لم تكن هناك فرص إضافية كثيرة للطلاب للتعمق أكثر في موضوع الدراسة.
لاكتساب الخبرة، كان علي بذل جهد إضافي بنفسي. تواصلت مع الأساتذة وحاولت التعاون معهم للحصول على إمكانية الوصول إلى مرافق وموارد إضافية كانت متوفرة في الجامعة. أعتقد أنه مع بذل الجهد الكافي والتواصل مع الأساتذة، يمكن للطلاب تحقيق أشياء عظيمة؛ على سبيل المثال، كان زملائي في الفصل يعملون على بناء سيارة كهربائية.
اليوم النموذجي
كان جدولي الجامعي يتكون عادةً من ثلاث أو أربع محاضرات تستمر من الصباح حتى فترة ما بعد الظهر، وتنتهي في الساعة 2:30 أو 3:00 مساءً. بعد المحاضرات، كنت أعود إلى السكن الجامعي، وأذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، ثم أقضي وقتاً مع أصدقائي في المساء. مدينة أنطاليا رائعة، وفيها الكثير من الأنشطة والأماكن لتناول القهوة أو مشروب بارد على الشاطئ. ثم كنت أعود عادةً وأدرس لمدة ساعة ونصف إلى ساعتين، أو أكثر إذا كانت لدي امتحانات قادمة. كما استمتعت بالدردشة مع زملائي في الغرفة في المساء. كان هناك بالتأكيد توازن رائع بين العمل والحياة.
كان الحرم الجامعي ضخماً، أشبه بمدينة صغيرة، وكان يحتوي على كل ما أحتاجه بداخله. في بعض الأحيان لم أكن أغادر الحرم الجامعي لأن هناك متاجر لشراء البقالة ومستلزمات الجامعة. لم أكن مضطرة للتنقل بين المحاضرات وسكني، مما وفر لي الكثير من الوقت.
نصيحة أخيرة للمتقدمين
العديد من الطلاب، مثلي، لديهم طموحات للدراسة في جامعات في بلدان مثل الولايات المتحدة أو كندا أو أوروبا. أدرك أن هذا حلم شائع لدى الكثير من الطلاب، ولكن من الجيد دائمًا أن يكون لديك خيار احتياطي. يمكن أن يكون التقدم للحصول على منح دراسية "أكثر أمانًا" مثل تلك الموجودة في تركيا فكرة ذكية، حتى لو لم تنتهي بالذهاب إليها. إذا فعلت ذلك، فلا تزال فرصة للدراسة في الخارج واكتساب خبرة دولية، والتي يمكن أن تفتح العديد من الأبواب، كما حدث معي. أنا الآن أعمل كمهندسة تعلم آلي في شركة ناشئة في بورتو، البرتغال.
