مقدمة

اسمي بشر، وأنا من مدينة حلب في سوريا. أنا حاليًا طالب في السنة الثانية في كلية Berea College، وهي كلية صغيرة تقع في بلدة صغيرة بولاية كنتاكي. أدرس علوم الحاسوب والاقتصاد. أتيت إلى هنا في البداية لدراسة علوم الحاسوب، لكنني غيرت رأيي وقررت أن أدرس تخصصًا مزدوجًا. تشمل اهتماماتي غير الأكاديمية الرقص، الذي تعلمته هنا، وألعاب الفيديو، وركوب الدراجات، والسباحة.

قرار الدراسة في الخارج

أحد أهم الأشياء التي ساعدت في تشكيل هذا القرار هو تعلمي للغة الإنجليزية عندما كنت في المدرسة الثانوية. لقد درست في مدرسة ثانوية حكومية عادية في سوريا. بدأت في تعلم اللغة الإنجليزية كلغة للتحدث والتواصل خارج نطاق الفصل الدراسي، وقد أعجبني الأمر، لذا سارت عملية التعلم بسلاسة. بدأ الناس من حولي يفكرون في التقديم والدراسة في الخارج، حيث أن إتقان اللغة الإنجليزية يتيح التواصل مع نصف العالم تقريبًا. بدأت بالسؤال والبحث عن مختلف المنح الدراسية والمنظمات حتى وجدت مبادرة تم

سنوات الفجوة

كانت لدي سنتان فجوة. أنهيت دراستي الثانوية في عام 2023 ثم انضممت إلى SYE، مما عنى أنني حصلت على سنة فجوة بشكل تلقائي لبناء ملفي الشخصي وتجهيز طلبات التقديم قبل إرسالها. كان هذا الأمر مهماً بشكل خاص لأن عملية التقديم للجامعات الأمريكية تختلف كثيراً عن النظام الذي اعتدنا عليه في سوريا. قدمت في سنتي الأولى مع SYE ولكن لم أحصل على قبول في أي مكان، لذا قدمت مرة أخرى في العام التالي بمفردي.

بصراحة، تجربة SYE بحد ذاتها غيرت وجهة نظري تجاه الكثير من الأمور. تعلمت الكثير ليس فقط من خلال العمل مع محترفين من الولايات المتحدة، ولكن أيضاً من خلال لقاء أشخاص من مجتمعات مختلفة من جميع أنحاء البلاد. بسبب الحرب، لم أغادر مدينتي حلب أبداً حتى عام 2023، عندما ذهبت إلى دمشق لتقديم امتحان الـ SAT. هناك، التقيت بمجموعة رائعة من طلاب SYE. تعرفت على أشخاص من مدن مختلفة واطلعت على تجاربهم. تعلمت الكثير من وجهات نظرهم حول الحياة، والجامعات التي كانوا يتقدمون إليها، وخططهم، وكل شيء آخر.

خلال هذه السنوات، شاركت أيضاً في العديد من المنظمات إلى جانب SYE. أتيحت لي الفرصة لأكون مدرساً للغة Python في برنامج Women in Tech التابع لمنظمة Paper Airplanes. قضيت أيضاً الكثير من الوقت في محاولة تعلم مهارات مختلفة من Coursera. وكنت أحاول تعلم اللغة الإسبانية. بشكل عام، كانت تلك الفترة مزيجاً من الأنشطة اللامنهجية، والعمل التطوعي، والتعرف على مجتمعات جديدة، والعمل على طلب التقديم الخاص بي.

مصادر التقديم

في سنتي الأولى، اعتمدت بشكل أساسي على قاعدة البيانات التي كانت لدى SYE عن الجامعات. استخدمتُ College Essay Guy، والذي كان مدرجًا أيضًا ضمن موارد SYE، وحضرتُ الجلسات التعريفية التي نظموها مع جامعات مختلفة. لكنني لم أبحث عن الكثير من المصادر خارج SYE. أما في سنتي الثانية، فقد اعتمدت بشكل كبير على المصادر التي قدمتها كلية Berea نفسها. تقدمتُ بطلب إلى جامعتين فقط في تلك السنة، لكنني كنتُ أركز بشدة على Berea. ربما قضيتُ شهرين أو ثلاثة أشهر في وضع اللمسات الأخيرة على مقالي لأن Berea تطلب مقالًا فريدًا من نوعه—فهم لا يستخدمون Common App. قضيتُ وقتًا طويلًا في قراءة موقعهم الإلكتروني لأفهم نوع الطالب الذي يبحثون عنه، ولأتأكد من أنها مناسبة لي، ولإبراز هذا التوافق في مقالي. كان لدى مكتب القبول أيضًا مقاطع فيديو على يوتيوب تحتوي على نصائح حول المقالات الشخصية، بما في ذلك أنواع الأسئلة التي يطرحونها وما يريدون رؤيته.

طلب التقديم لبيريا مقابل طلب Common App

تطلب بيريا نفس الأشياء التي يطلبها Common App: الأنشطة اللامنهجية، وخطاب الاهتمام، وأسئلة حول خلفيتك الأكاديمية، وكشوف الدرجات، وما إلى ذلك، ولكنهم يفعلون ذلك بطريقة مختلفة تمامًا. أولاً، هم لا يستخدمون نظام Common App، بل لديهم موقعهم الإلكتروني الخاص، وهو مختلف ولكنه مريح حقًا. يطلبون توصية مالية، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لمعظم الجامعات. وهي توصية موقعة من صاحب عمل، أو قائد ديني، أو أي شخص على دراية بوضعك المالي. يطلبون أيضًا مقالًا واحدًا كبيرًا—وعندما أقول كبير، فأنا أعني ذلك حرفيًا. يقولون إنه يجب أن يتراوح طوله بين صفحتين وخمس صفحات، لذا فإن المجال واسع جدًا. حاولت أن أجعل مقالي أطول ما يمكن، ليس فقط بإضافة الكلمات ولكن بإضافة محتوى هادف. حاولت أن أستخلص تجربة حياتي بأكملها في تلك الصفحات الخمس. يصل عدد كلمات المقال إلى حوالي 1200 كلمة، بمسافة مزدوجة بين السطور، إذا كتبت الصفحات الخمس كاملة. لديهم أسئلة محددة جدًا للطلاب الدوليين، مثل: «ما هي خططك بعد التخرج؟» و«هل تخطط للعودة إلى بلدك بعد التخرج؟»

لا تقدم كلية بيريا (Berea College) مقابلات شخصية. ولكنهم يقدمون جلسات تعريفية أيام الأربعاء يناقشون فيها الكلية وعملية التقديم. حضور هذه الجلسات هو في الواقع ميزة إضافية—فإذا حضرت ورأوا أنك تأخذ الكلية على محمل الجد، فهذا يظهر اهتمامًا حقيقيًا ويمكن أن يعمل لصالحك.

العقبات التي واجهتني خلال رحلة التقديم

قبل حصولي على القبول، كانت إدارة الوقت إحدى العقبات التي واجهتني. وهو تحدٍ شائع جدًا وله أسبابه الوجيهة. ولكن بعد أن حصلت على القبول، كانت إجراءات استخراج التأشيرة هي العقبة الأكبر بالفعل. فنظرًا لأن السفارة الأمريكية لا تعمل في سوريا، كان علينا التقديم للحصول على التأشيرة من بلد آخر. وهذا تطلب مني إيجاد موعد في الوقت المناسب، وحجز فندق في الأردن، والتأكد من وصول المستندات في وقتها، وهو

الدراسة والحياة في بيريا

الحياة هنا في بيريا مزدحمة جدًا. لدرجة أن لدينا مصطلحًا خاصًا لذلك: Berea Busy. فكلما كان لدى شخص ما الكثير من العمل، يقول الجميع: "آه، نعم، هذا هو الـ Berea Busy". إنها كلية فنون ليبرالية صغيرة، مما يعني أن الأساتذة عادةً ما يشترطون الحضور الإلزامي، على عكس الجامعات الأكبر حجمًا. ويُكلفوننا بالكثير من الواجبات المنزلية التي يجب إنجازها في الوقت المحدد لتقييمها

الحياة الاجتماعية في بيريا

على الرغم من أن الشائعات والمشاكل تنتشر بسرعة كبيرة في الحرم الجامعي، إلا أن الحياة الاجتماعية جيدة جدًا. فتكوين الصداقات أمر سهل نسبيًا، والكثير من الناس هنا ودودون ولطفاء. شخصيًا، معظم أصدقائي من الطلاب الدوليين. أعتقد أن السبب في ذلك هو أنه في بداية السنة الدراسية الأولى، وصل الطلاب الدوليون قبل الجميع بأسبوع. كان لدينا برنامج توجيهي خاص، لذلك قضينا كـمجموعة صغيرة أسبوعًا كاملاً معًا نحضر نفس الفعاليات، مما ساعدنا على التعرف على بعضنا

خطط لما بعد التخرج

لست متأكدًا مما سأفعله بعد التخرج. أريد أن أعمل في مجال تطوير البرمجيات وأكتسب بعض الخبرة من خلال برنامج OPT. سأحاول التقديم للحصول على تأشيرة H-1B مع أني أعرف أنها عملية طويلة وغير مضمونة.

أشياء تمنيت لو عرفتها قبل...

..التقديم للجامعة، هو أن أقدم على شيء أحبه. تمنيت لو كنت أعرف مدى أهمية التقديم لشيء يناسبني حقًا. لا يقتصر الأمر على شعورك بالملاءمة فحسب، بل يجعل أيضًا عملية التقديم أسهل. ستعرف ما الذي ستكتبه، وستعرف أنك مناسب تمامًا.

..الحصول على القبول، هو مدى الانشغال هنا. لكنت قد هيأت نفسي ذهنيًا لذلك. وأيضًا، تعلم كيفية التقديم للعمل داخل الحرم الجامعي، وتغيير الفصول الدراسية، وطلب التمويل، وأمور مشابهة. تمنيت لو كان هناك المزيد من الإرشاد حول كيفية إنجاز الأمور في الحرم الجامعي بشكل عام. أشعر أنني فوتت الكثير من الفرص في سنتي الأولى لمجرد أنني لم أكن أعرف ماذا أفعل، أو لأنني كنت تائهًا. أشعر أنني لا أفوت هذه الفرص في سنتي الثانية، وذلك ببساطة لأنني حصلت على المزيد من الوقت لاكتشاف واستكشاف الموارد المتاحة لي.

رحلتي الأكاديمية في كلمة واحدة

اكتشاف. كلما أمضيت وقتًا أطول هنا، اتسع نطاق اكتشافاتي. لا يقتصر الأمر على الجانب الأكاديمي فحسب، بل يشمل أيضًا التطوير المهني، وكيفية كتابة السيرة الذاتية، والأنشطة التي يمكن ممارستها، والهوايات، وكل شيء. أستمر كل يوم في الاكتشاف والتعلم عن الناس وفهم الحياة.

بيريا في كلمة واحدة

Berea Busy. لكن في بعض الأحيان، أحب أن أضيف إليها مصطلحًا آخر، وهو Berea Broke. وهو مصطلح يوضح مدى إفلاسنا كطلاب، فمعظم الطلاب هنا يأتون من ظروف مادية صعبة، وجميعنا مطالبون بالعمل، وما نكسبه يُعتبر الحد الأدنى.

أكبر دافع جعلني أستمر

بعد حصولي على القبول وبدء إجراءات التأشيرة، كان أحد أكبر الدوافع هو أنني أوشكت على الوصول. كانت هذه هي الخطوة الأخيرة. كان شعوري أشبه بـ "لقد فات الأوان على الاستسلام. لقد أنجزت الكثير بالفعل. لقد تم قبولك بالفعل".

لكن قبل الحصول على القبول، بصراحة، كان الدافع أضعف. ومع ذلك، فإن رؤية الآخرين وهم يحصلون على القبول ويتقدمون للأمام دفعتني كثيرًا. كنت أعاني من "متلازمة المحتال"، لكنني كنت أفكر كثيرًا مع نفسي، "أنا لست أسوأ بكثير من أولئك الذين ينجحون في الأمر. يمكنني الحصول على قبول في مكان ما". يمكن أن تكون "متلازمة المحتال" ضارة، لكنني كنت لا أزال أؤمن بأن لدي فرصًا جيدة جدًا للقبول. مجرد خوض هذه العملية وإنهاء بعض الخطوات الصعبة يجعلك تشعر بالرغبة في الاستمرار لأنك قد أنجزت الكثير بالفعل، والأمر لا يستحق العودة إلى الوراء، والمكافأة عظيمة: فرصة الدراسة في الخارج، وبناء الخبرات، وإيجاد فرص لا حصر لها.

المهارة الأكاديمية الأكثر فائدة كطالب في بيريا

يحظى البحث العلمي بتركيز كبير. فخلال سنتنا الدراسية الأولى، يتعين علينا أخذ مادة تُدعى GSTR 110، وفي الفصل الدراسي الثاني تُسمى GSTR 210. وهي اختصار لـ General Study Requirement (متطلبات الدراسة العامة). تركز المادة على بناء المهارات البحثية، وتحديد المصادر، وكتابة مقال، وأحيانًا أكثر من مقال واحد. كان موضوعي في مادة GSTR 110 يدور حول التعليم العالي في الولايات المتحدة. قرأنا كتابًا عن أسباب ارتفاع تكلفته، وأسباب تراجع أعداد الملتحقين بالجامعات، وعدم المساواة في التعليم، وماهية المنح الدراسية القائمة على الجدارة، ولماذا هي في الواقع إشكالية لأن الكليات تستخدمها لجذب الطلاب الأكثر ثراءً.

عادةً، تختار أن تأخذ هذه المادة مع أحد الأساتذة الذين يقدمونها، مما يعني أن الموضوعات تختلف. أشعر أن المهارات الشخصية التي تعلمتها في هذه المواد، خاصةً البحث، وتصفح المواقع الإلكترونية، وجمع المعلومات، وتحليل البيانات، هي من أكثر المهارات فائدة.

نصائح للطلاب السوريين والدوليين

استكشف اهتماماتك جيدًا، واعرف ما تريد أن تفعله. إذا كنت مترددًا أو تشعر أنك لن تنجح، فقم بالتقديم على أي حال. ليس لديك ما تخسره سوى بعض الوقت. الوقت ثمين جدًا، لكن الأمر يستحق العناء. أحيانًا، تحدث الأشياء التي لا تتوقعها؛ فقد يتم قبولك في كلية لم تكن تتوقعها، وأحيانًا يتم رفضك من الكلية التي كنت تتوقع أن تقبلك. أيضًا، العالم لا يقتصر على الولايات المتحدة. تُعد الكليات والجامعات في الولايات المتحدة من بين أكثر الأماكن التي تقدم منحًا دراسية، خاصة لطلاب البكالوريوس. ومع ذلك، هناك الكثير من الطلاب الذين يسعون وراء فرص مذهلة في المملكة المتحدة وكندا وأوروبا، وحتى في بلدان لا نفكر فيها عادةً.