مقدمة

مرحباً! اسمي ريما غانم، وأنا من مدينة اللاذقية في سوريا. أبلغ من العمر 19 عاماً، وقد أخذتُ سنة استراحة قبل التقديم للكليات في الولايات المتحدة. أدرس حالياً في كلية Swarthmore. تقدمتُ لدراسة الموسيقى كتخصص أساسي، لكنني لم أقرر تخصصي بعد. كما أنني مهتمة بعلم النفس، ودراسات السلام والنزاعات، وعلم الاجتماع، لذا قد أتخصص في أحد هذه المجالات بدلاً من ذلك.

أعزف على البيانو منذ أن كان عم

قراري بالدراسة في الخارج وتجربتي مع SYE

قبل التقديم لبرنامج SYE، كنت أعتقد أنني لا أريد الدراسة في سوريا. فكرت في الالتحاق بالمعهد العالي للموسيقى في دمشق، لكنني شعرت أنني أفضل الدراسة في مكان آخر. كانت هناك أكاديمية موسيقى في برلين تقدمت إليها، لكن تم رفضي. في تلك اللحظة، شعرت أن الأمر صعب جداً وقلت لنفسي: "لن أستطيع فعل ذلك".

ثم تقدمت بطلب لبرنامج SYE بعد أن رأيت بعض أصدقائي يفعلون الشيء نفسه — وتم قبولي. بعدها، بدأت أدرس بجد، والسبب الأكبر هو أن كل من حولي كانوا يبذلون مجهوداً كبيراً، فشعرت أنه يجب أن أفعل مثلهم. اتضح أنها كانت فرصة رائعة، وقد استغللتها على أفضل وجه.

أنا ممتنة جداً لبرنامج SYE، ليس فقط للإرشاد الذي قدموه لي خلال عملية التقديم للجامعات، ولكن أيضاً لروح المجتمع القوية التي يتمتع بها. لدي الآن دائرة من الأصدقاء، في الولايات المتحدة وسوريا على حد سواء، يساندونني دائماً.

رحلتي مع التقديم المبكر (ED I)

في البداية، كانت خياراتي للتقديم المبكر (Early Decision I - ED I) هي جامعتي بومونا (Pomona) وسوارثمور (Swarthmore). كنت أخطط في الأصل للتقديم إلى بومونا، لكن واجهتني بعض المشاكل مع اختبار دوولينجو للغة الإنجليزية (Duolingo English Test - DET). لم أتمكن من إجراء الاختبار قبل الموعد النهائي للتقديم المبكر (ED I)، لذلك قررت التحول إلى سوارثمور، لأنها لا تتطلب اختبار الـ DET.

لحسن الحظ، كان الموعد النهائي للتقديم لديهم هو 15 نوفمبر، مما منحني وقتًا كافيًا لكتابة المقالات التكميلية لجامعة سوارثمور. سبب آخر لاختياري سوارثمور كخيار للتقديم المبكر (ED I) هو محيطها الطبيعي الجميل — خاصةً غابات كروم (Crum Woods) والمدرج. كما أعجبني برنامج الموسيقى لديهم كثيرًا.

الفكرة الرئيسية لطلبي الجامعي

كان لدي أربعة أنشطة لاصفية مرتبطة بالموسيقى، وكان مقالي الشخصي عن الموسيقى أيضاً. كما قدمت ملفاً فنياً (art portfolio) يحتوي على فيديوهات لي وأنا أعزف، لذا كان ملفي للتقديم موسيقياً بامتياز. أتذكر أن أنشطتي تضمنت المشاركة في الكورال وعدة فرق موسيقية، ودراسة الموسيقى في أكاديمية محمود العجان للموسيقى من سن السابعة حتى الثامنة عشرة، وتدريس الموسيقى خلال سنة الفجوة (gap year). خلال تلك الفترة، قمت بتدريس العديد من الطلاب وساعدتهم على التغلب على رهبة المسرح.

عملية الكتابة والمقالات الإضافية

عندما بدأت في كتابة المقالات الإضافية لجامعة Pomona، شعرت أنني ما زلت بحاجة إلى المزيد من الوقت. لم تكن أفكاري ناضجة تماماً؛ كنت أكتب فقط عن أشياء عشوائية من حياتي. عندما قررت تغيير جامعتي التي تقدمت إليها بنظام Early Decision، فكرت في نفسي: "أحتاج إلى إيجاد أفكار جديدة لأكتب عنها". وهذا ما ساعدتني فيه مرشدتي. أخبرتني أنه يجب عليّ اختيار مواضيع تجعل مسؤولي القبول يشعرون أن تجاربي كانت مثيرة للاهتمام حقاً، وليست مجرد أشياء عادية حدثت لي.

كانت مقالاتي لجامعة Pomona كلها عن الموسيقى، وهو ما لم يكن سيئاً، لكنني كنت أعرف أن فريق القبول سيرغب في رؤية جوانب أخرى من شخصيتي. أما بالنسبة لجامعة Swarthmore، فقد غيرت مقالتي عن المجتمع للتركيز على كرة القدم — كيف كنت ألعب كفتاة في حيي الذي كان كل من فيه من الأولاد، وكيف شجعت في النهاية فتيات أخريات على الانضمام إلي. كانت مقالتي الثانية عن الحرير، وهو موضوع ربطته بهويتي. وقد خرجت تلك المقالة بشكل رائع حقاً. بصراحة، استمتعت بكتابة كلا المقالين.

شعرت وكأنني أكتشف أجزاءً جديدة من نفسي أكثر من كوني أكتب فقط للقبول في الجامعة. اعتدت أن أترك عائلتي وأبحث عن زاوية هادئة حيث يمكنني الجلوس بمفردي للكتابة أو العصف الذهني. أندم على ذلك بعض الشيء الآن، لأنني أفتقد الوقت الذي كنت أقضيه معهم. لكنني أعرف أيضاً أنني ما كنت لأصل إلى ما أنا عليه اليوم بدون لحظات العزلة تلك.

عملية التقديم للمنح الدراسية والمساعدات المالية

أنا حاصلة على منحة دراسية كاملة بناءً على الحاجة المادية. للتقديم على المساعدة المالية في Swarthmore، عليك تقديم ملف CSS Profile بعد قبولك. عملية القبول ليست عمياء عن الحاجة المادية (need-blind)، ولكن الكلية لا تنظر في وضعك المادي إلا بعد قبولك.

شيء واحد

..تمنيت لو كنت أعرفه عن عملية القبول قبل أن أبدأ بالتقديم

عندما كنت أكتب مقالاتي لجامعة Pomona، لم أكن أعرف حقًا كيف أضمن إظهار كل جانب من جوانب شخصيتي. كتبت بالكامل عن الموسيقى، على الرغم من أنه كان بإمكاني الكتابة عن كرة القدم أو جوانب أخرى من شخصيتي كنت أرغب في أن تعرفها الجامعات. لو كان هناك شيء واحد أود أن أقوله للطلاب الآخرين، فهو أن يأخذوا وقتهم في التفكير والعصف الذهني. يجب عليهم تحديد المحور الرئيسي لمقالاتهم، وفهم ما يريدون قوله حقًا، والتأكد من أن ما يكتبونه يساعد فريق القبول على فهم سبب استحقاقهم لمكان في تلك الجامعة.

…كان أكبر دعم أو حافز لي طوال هذه العملية

عائلتي. في المواقف الصعبة، كانوا دائمًا بجانبي — سواء كان الأمر يتعلق بالتعامل مع نقص الإنترنت والكهرباء أو تحديات أخرى. عندما لم يكن الخروج آمنًا تمامًا، كانوا يرافقونني إلى المقاهي أو أماكن الدراسة حيث يمكنني العمل. مررت بلحظات انهيار بسبب الضغط، وكانوا دائمًا داعمين لي. لم أتوقع أبدًا أن تكون عائلتي هي مصدر الدعم الوحيد لي، لكنهم كانوا كذلك بالفعل. أعتقد أنه يجب على الناس، بشكل عام، أن يقدروا عائلاتهم أكثر.

..أصف به رحلتي الأكاديمية 

هذا بالتأكيد من منظور شخصي، لكنني سأقول القدر.

الحياة الأكاديمية في سوارثمور

في سوارثمور، الفصل الدراسي الأول بنظام النجاح/الرسوب، مما يعني أنه لا توجد درجات بالحروف تُحتسب ضمن المعدل التراكمي (GPA)؛ فإما أن تنجحي أو ترسبي. عادةً ما يأخذ الطلاب أربع مواد دراسية في كل فصل دراسي، ولكن نظرًا لأنه بنظام النجاح/الرسوب، يختار البعض أخذ خمس مواد أو أكثر للحصول على ساعات معتمدة إضافية. قررتُ ألا أفعل ذلك. وبدلاً من ذلك، استغللتُ الوقت الإضافي للاستمتاع بالفصل الدراسي والتركيز على التكيف مع النظام التعليمي الجديد، خاصةً تعلم كيفية الحفاظ على انضباطي وتدوين الملاحظات بشكل جيد.

أدرس حاليًا 4.5 ساعة معتمدة هذا الفصل الدراسي، منها 2.5 ساعة مرتبطة بالموسيقى. فأنا مسجلة في مادة نظريات الموسيقى، وآخذ دروسًا خصوصية، وأشارك في فرقة الكورال. وبعيدًا عن الموسيقى، أدرس مساقًا للكتابة في دراسات السلام والنزاعات ومساقًا تمهيديًا في علم النفس. في الفصل الدراسي القادم، من المحتمل أن أدرس مادة في علم الاجتماع إلى جانب مساق موسيقي آخر.

هدفي من دراسة الموسيقى

أريد أن أستخدم الموسيقى للتأثير في الناس. أعتقد أن هذا هو حلم كل من يدرس الموسيقى، وهو إحداث تغيير من خلال فنهم. لطالما راودني هذا الشعور بأنني أريد أن أفعل شيئاً لم يفعله أحد من قبلي. وأستطيع القول أنني ما زلت في رحلتي لاكتشاف هذا الأمر.

الحياة الاجتماعية والتأقلم مع Swarthmore والولايات المتحدة

وصلت إلى الولايات المتحدة (U.S.) قبل شهر من بدء برنامجي الدراسي لأنه كانت هناك مخاوف بشأن حظر السفر، وكنا قلقين من أن يؤثر ذلك على قدرتي في الوصول إلى Swarthmore. قررت الذهاب مبكراً فقط لأتأكد من وصولي بأمان. وقد كان ذلك مفيداً، حيث ساعدني المشرف الأكاديمي وبعض الأصدقاء في الولايات المتحدة في فتح حساب بنكي، والحصول على رقم هاتف، والاهتمام بكل ما كنت أحتاجه. بحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى Swarthmore، كنت قد سبقت معظم الطلاب الآخرين بخطوة. كان حسابي البنكي ورقم هاتفي جاهزين، مما جعل الأمور أسهل بكثير.

خلال الأسبوع التعريفي للطلاب الدوليين، كان الطلاب مرحبين للغاية. مجتمع الطلاب الدوليين في Swarthmore داعم حقاً؛ فالجميع يدرك أن كل طالب يمر بتحدياته الخاصة، ويحاولون المساعدة قدر الإمكان. ولكن، بعد قضاء الكثير من الوقت مع الطلاب الدوليين الآخرين، شعرت بصعوبة أكبر في التواصل مع الطلاب المحليين عند وصولهم. حتى الآن، ما زلت أجد أنه من الأسهل التحدث مع الطلاب الدوليين مقارنة بالطلاب المحليين. ولكن بشكل عام، كانت المرحلة الانتقالية أسهل بكثير مما توقعت. كنت أعتقد أن التكيف والاندماج سيكونان أصعب بكثير.

نصائح للطلاب المستقبليين في Swarthmore

ما سأقوله نابع من الأخطاء التي ارتكبتها. أولاً، لا تخافوا من طرح الأسئلة، حتى لو بدت سخيفة. فأنتم لا تريدون أن تجدوا أنفسكم بعد شهرين من بدء الدراسة وما زلتم تتساءلون عن شيء يعرفه الجميع بالفعل. أيضاً، لا تخافوا من الخروج من منطقة راحتكم والتحدث مع الناس، حتى لو شعرتم أن الأمر غير مألوف. خلال الفترة التعريفية، اقترب مني الكثير من الطلاب وكانوا يرغبون بصدق في التعرف عليّ، لكنني شعرت بالرهبة لأنني لم أكن معتادة على هذا النوع من الانفتاح في سوريا.

لذا، نصيحتي للطلاب المستقبليين في Swarthmore هي أن تتفاعلوا أكثر وتخرجوا من منطقة راحتكم — فأنتم لستم بحاجة للبقاء فيها حقاً.

سوريا وتجارب السفر والدروس المستفادة

أمور كنت أتمنى فعلها قبل السفر

في الفترة ما بين الحصول على القبول والسفر الفعلي، تمنيت لو أنني زرت المزيد من الأماكن. على سبيل المثال، لم أذهب إلى البحر قبل مغادرتي. بما أن اللاذقية مدينة ساحلية، فقد نشأت بجوار البحر، ويؤلمني حقاً أنني لم أخصص وقتاً للجلوس أمامه لمرة أخيرة. كما تمنيت لو أنني زرت دمشق أو حلب. كان من ضمن خطتي أن أزور السويداء وحلب ودمشق قبل السفر، لكنني لم أتمكن من تحقيق ذلك. وبما أنني قضيت معظم ذلك الوقت في المنزل، أتمنى الآن لو أنني استغللته لأتعلم المزيد عن الحياة في الولايات المتحدة قبل وصولي. عندما وصلت إلى هنا لأول مرة، لم أكن أعرف حتى كيفية استخدام بطاقة الائتمان — أو ما هي بطاقة الائتمان في الأساس. من المؤلم أن أدرك أن شيئاً أساسياً جداً في الولايات المتحدة ليس معروفاً بشكل شائع في سوريا. أتمنى أيضاً لو أنني تعلمت كيفية استخدام المترو أو حتى حفظت أسماء الولايات. كانت تلك الأمور ستكون مفيدة جداً.

نصائح للطلاب السوريين والدوليين لبدء دراستهم في الخارج

إذا حصلت على قبول جامعي وبدأت في حزم حقائبك، فاحرصي على أن تضعي الكثير من الأشياء الصغيرة والمتنوعة التي يمكن أن تكون بمثابة تذكارات أو تذكرك بوطنك. على سبيل المثال، اعتادت والدتي أن تترك لنا كل صباح ملاحظات بالمهام التي علينا القيام بها، مثل تنظيف الثلاجة أو غيرها من المهام، وذلك لمساعدتنا في الحفاظ على إنتاجيتنا بدلاً من قضاء اليوم على هواتفنا. ما زلت أحتفظ ببعض هذه الملاحظات على حائطي حتى اليوم. إحداها في الواقع تعود لعام 2012، وهي تساعدني كثيراً؛ فعندما أنظر إليها، أشعر بمزيد من التحفيز والاستعداد لإنجاز مهامي.