عملية التقديم
كانت عملية التقديم بسيطة نسبيًا، خاصة وأنني قد مررت بها من قبل عندما تقدمت إلى جامعة نيويورك أبوظبي لدراستي الجامعية. في أوروبا، لا تتطلب الطلبات عادةً تقديم العديد من المستندات. بالنسبة لجنيف، احتجت إلى تقديم كشف الدرجات، والسيرة الذاتية، وخطابي توصية، وخطاب تحفيزي. كما طلبوا إثبات إجادة اللغة الإنجليزية، والذي تمكنت من الحصول عليه من مكتب التسجيل في جامعة نيويورك أبوظبي حيث كانت جميع دروسنا باللغة الإنجليزية.
كان التقدم للحصول على المساعدة المالية أكثر تعقيدًا قليلاً. كان عليّ تقديم وثائق إضافية مثل بيانات الدخل لكل من والدتي ووالدي. كانت حالة والدي صعبة بشكل خاص لأنه كان يعمل بشكل غير رسمي في موسكو كسائق، وكان الحصول على بيان دخله أمرًا صعبًا، ولكن في النهاية قبلوه.
الجدول الزمني للتقديم
فيما يتعلق بالجدول الزمني للتقديم، كان عليّ التقديم في نوفمبر. بدأت الاستعداد خلال سنتي الأخيرة في الجامعة من خلال البحث عن الجامعات التي أردت التقدم إليها والوثائق التي سأحتاجها. كما طلبت المساعدة من مركز التطوير المهني في سبتمبر، وساعدوني في تحسين مقالتي وبياناتي. تمت دعوة الأساتذة الذين كتبوا خطابات التوصية الخاصة بي مباشرة إلى المنصة لتقديم توصياتهم، وكان لديهم حتى ديسمبر للقيام بذلك. علمت أنني قُبلت في يناير، ولكن كان لديهم بعض الأسئلة حول وثائق طلب المساعدة المالية الخاصة بي، لذا كان عليّ تقديم أدلة إضافية. كنت متوترة في هذه المرحلة لأنني اعتقدت أنني قد لا أحصل على المنحة الدراسية ولكن في مارس حصلت على خطاب القبول! في المجمل، استغرق الأمر حوالي أربعة أشهر من نوفمبر إلى مارس.
كيفية التميز
إذا كنت ترغب في التميز خلال عملية التقديم، يجب عليك إظهار اهتمام كبير بالبرنامج. يعد معهد الدراسات العليا في جنيف من أفضل برامج الدراسات العليا في العلاقات الدولية على مستوى العالم، ويتمتع بعلاقات وثيقة مع جميع وكالات الأمم المتحدة. لقد أنتج المعهد عددًا كبيرًا من رؤساء الأمم المتحدة والدبلوماسيين والرؤساء، مما يجعله برنامجًا شديد التنافسية. لزيادة فرصك في القبول، يجب عليك إظهار أنك شخص ذو توجه دولي وشغوف بالبرنامج.
المنحة الدراسية: كيفية التقديم وما تغطيه
بالنسبة للطلاب الدوليين بدوام كامل، كانت الرسوم الدراسية 8000 يورو (أو 8000 فرنك سويسري سنويًا). تمكنت من الحصول على منحة دراسية كاملة، والتي غطت 75% من الرسوم الدراسية + قدمت 20,000 يورو سنويًا لتغطية نفقات معيشتي في سويسرا. الـ 25% المتبقية من الرسوم الدراسية بلغت 2,000 يورو سنويًا، والتي تمكنت من دفعها من مبلغ الـ 20 ألف يورو.
تم تقديم الـ 20 ألف يورو على أقساط قدرها 2,000 يورو كل شهر، من أغسطس إلى يونيو. على الرغم من أنه قد لا يبدو كافيًا للعيش براحة في سويسرا، إلا أنني تمكنت من التدبر كطالبة. الأمر متروك لك لإدارة أموالك.
من الجدير بالذكر أن المدرسة لم تغطِ تكاليف الرحلات الجوية أو التأشيرات، ولكن يمكنك مرة أخرى تخصيص ميزانية لها من مخصصاتك البالغة 20,000 يورو. فيما يتعلق بالسكن، كان عليّ ترتيب كل شيء بنفسي. اخترت العيش في استوديو، والذي كلفني حوالي 1000 يورو، ولكن إذا كنت تبحث عن خيار أرخص، فهناك غرف متاحة بحمامات خاصة بأسعار تصل إلى خمسمائة يورو فقط. كل شيء يعتمد على تفضيلاتك وميزانيتك.
دعونا نتحدث الآن عن نفقات المعيشة. تُعرف سويسرا بأنها مكلفة، لكنني تمكنت من تنظيم نفقاتي بعناية. كنت أطهو وجباتي بنفسي وتجنبت تناول الطعام في الخارج أو الحفلات، مما ساعدني على توفير بعض المال. عشت على ميزانية محدودة وما زلت قادرة على توفير بعض المال من منحتي الدراسية عندما تخرجت.
هل تحتاج إلى تعلم اللغة الفرنسية؟
مدينة جنيف دولية للغاية، مليئة بالمغتربين من جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أنها ناطقة بالفرنسية، يمكنك بالتأكيد التعامل باللغة الإنجليزية فقط.
كانت جميع دروسي باللغة الإنجليزية، لكن المدرسة تعتبر ثنائية اللغة، لذا إذا كنت مهتمًا بأخذ بعض الدروس باللغة الفرنسية، يمكنك ذلك. جميع الأساتذة والطلاب يتحدثون الإنجليزية، لذا لا توجد مشكلة في التواصل. على الرغم من ذلك، يجب أن أعترف أنه كانت هناك أوقات كان فيها التواصل مع المسؤولين الحكوميين صعبًا واضطررت لاستخدام بعض الفرنسية. ولكن بشكل عام، لم تكن لدي أي مشاكل في التنقل في المدينة أو في حياتي الأكاديمية.
في الوقت نفسه، عليك أخذ دورة أساسية في اللغة الفرنسية إذا كان مستواك أقل من B1. لقد درست الفرنسية بالفعل في جامعة نيويورك أبوظبي، لذلك عندما وصلت إلى المدرسة لأول مرة، كان علي إجراء اختبار في اللغة الفرنسية لتحديد مستوى إتقاني. تعلم الفرنسية فرصة رائعة لأن الدورة مجانية ولا تحتسب ضمن درجاتك. وعند الانتهاء، ستحصل أيضًا على شهادة تفيد بأن لديك معرفة باللغة الفرنسية بمستوى B1.
البرامج الأكاديمية
في البداية، واجهت صعوبة في فهم الفرق بين البرنامجين اللذين يقدمهما المعهد: الشؤون الدولية والعلاقات الدولية. ولكن بعد بعض البحث، علمت أن هناك نوعين من البرامج: تخصصية ومتعددة التخصصات.
اخترت البرنامج التخصصي، الذي يعدك أساسًا للدكتوراه. على الرغم من أنني صُدمت بكمية المقررات الدراسية والقراءات الصارمة، إلا أنني كنت أعلم أن هذا البرنامج هو ما يفخر به المعهد. كانت الحلقات الدراسية مليئة بالنقاشات حول القراءات التي قمنا بها. الحضور والمشاركة بنشاط أمران مهمان جدًا إذا كنت ترغب في الأداء الجيد.
كان البرنامج متعدد التخصصات أكثر شبهًا بأسلوب التعليم الذي خبرته سابقًا في NYU Abu Dhabi. فقد قدم فرصًا للتدريب الداخلي ومشاريع التخرج. بالنظر إلى الوراء، لو عدت، لكنت فكرت في التقدم لبرنامج متعدد التخصصات، ولكنني الآن مستعدة للدكتوراه إذا أردت القيام بها يومًا ما!
التدريبات التي قمت بها
أردت أن أستفيد من وقتي في الجامعة إلى أقصى حد وأكتسب خبرة عملية. أولاً، حصلت على تدريب في السفارة المولدوفية في جنيف. إنه خيار رائع للنظر فيه لأن هناك العديد من السفارات في جنيف، وهم دائمًا يبحثون عن متدربين، خاصة إذا كنت من إحدى دولهم. لم يكن القيام بتدريب إلى جانب الدراسة أمرًا شائعًا جدًا لشخص يدرس برنامجًا تخصصيًا، لكنني فكرت، "إما أن تفعلها بشكل كبير أو لا تفعلها على الإطلاق".
بالإضافة إلى تدريبي في السفارة المولدوفية، كنت أيضًا جزءًا من وفد ذهب إلى مجلس حقوق الإنسان. كانت تجربة مذهلة وتمكنت من حضور اجتماعات الأمم المتحدة بانتظام. كما قمت بتدريب صيفي لمدة شهرين في مولدوفا مع المنظمة الدولية للهجرة، وهي وكالة الأمم المتحدة للهجرة. وأخيرًا، قمت بتدريب آخر مع شركة ناشئة للمشاريع الاجتماعية لمدة ثمانية أو تسعة أشهر. بشكل عام، تمكنت من العمل عن قرب مع وكالات الأمم المتحدة والدبلوماسيين والمهنيين الآخرين. اعتقدت أن هذا ما أردت القيام به لبقية حياتي، لكنني أدركت في النهاية أنه لم يكن دعوتي.
البحث عن وظيفة بعد التخرج
تخرجت خلال فترة كوفيد وواجهت وقتًا صعبًا في البحث عن وظيفة. تقدمت لأكثر من 500 وظيفة وحصلت على عدد قليل جدًا من المقابلات. أردت الانتقال من القطاع العام غير الربحي إلى مجال الاستدامة في الشركات، لكن هذا الانتقال لم يكن سهلاً. كانت الشركات مترددة في توظيف شخص لديه خلفية في القطاع العام، واعتقدوا أنني قد لا أكون قادرة على التعامل مع البيئة سريعة الوتيرة. بعد أشهر من البحث، حصلت أخيرًا على تدريب في Just Eat Takeaway.com في مجال الاستدامة المؤسسية. حاليًا، أعمل في PVH، التي تمتلك علامات تجارية مثل Tommy Hilfiger و Calvin Klein.
كان هدفي دائمًا هو إحداث تأثير إيجابي والمساعدة في الانتقال نحو الاستدامة. أدركت أنه بينما يعد القطاع العام مهمًا، قد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لإحداث تأثير كبير. من ناحية أخرى، يتمتع القطاع الخاص بمرونة أكبر ويمكنه تحقيق المزيد في وقت أقصر. أنا متحمسة لرؤية كيف يمكنني إحداث تأثير إيجابي في هذه الصناعة ومساعدة الشركات على الانتقال إلى مستقبل أكثر استدامة.
