قرار المجيء إلى اليابان

لطالما أردت دراسة تخصص في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) والتواجد في مكان مختلف ثقافيًا مع تعليم عالي الجودة. نظرت في مجموعة واسعة من الجامعات في بلدان مختلفة وانتهى بي الأمر بالتقديم إلى جامعات في الولايات المتحدة والمجر ورومانيا وجمهورية التشيك وتركيا واليابان. حصلت على بعض الخصومات على الرسوم الدراسية ومنح جزئية، ولكن في اليابان، تمكنت من الحصول على منحة دراسية ممولة بالكامل بسبب الاتفاقية بين حكومتي اليابان وتركمانستان (سأتحدث عن ذلك لاحقًا).

المنحة الدراسية

منحتي الدراسية ليست MEXT، وهي المنحة الأكثر شهرة للدراسة في اليابان. بدلاً من ذلك، تستند منحتي على اتفاقية بين حكومة تركمانستان والحكومة اليابانية. في تركمانستان، هناك بعض المنح الدراسية التي ترعاها شركات أجنبية مثل كاواساكي، أو من قبل الوزارة. منحتي هي واحدة من تلك المنح. وهي تغطي الرسوم الدراسية، ونفقات المعيشة، والتأمين، وتذكرة سفر ذهاب وإياب مرة واحدة في السنة. لسوء الحظ، لم أتمكن من استخدام بدل السفر في العامين الماضيين بسبب جائحة كوفيد. تتميز المنحة بمتطلبات مرنة: يمكنك العودة إلى بلدك، أو سداد المبلغ.

الجالية التركمانية في جامعة توكاي

في اليابان، هناك عدد قليل جدًا من التركمان، حوالي 20 أو 30 شخصًا فقط. معظمنا يعرف بعضنا البعض! قبل المجيء إلى اليابان، كنت أرغب في الالتحاق بجامعة تضم طلابًا تركمان، لأنني كنت أعلم أن ذلك سيساعدني في تخطي هذه التجربة الصعبة وأن أكون أقل ضياعًا. في ذلك الوقت، كان ما يقرب من نصف الطلاب التركمان في جامعة توكاي، لذلك قررت أن أجرب حظي هناك.

رحلة تقديمي للجامعة

كان شهر مايو 2019 من أفضل الشهور في حياتي! كنت أولاً في مولدوفا للأولمبياد البلقاني للرياضيات حيث حصلت على الميدالية البرونزية. وبمجرد عودتي، رأيت الإعلان عن فتح باب التقديم لجامعة توكاي، لكن كان لدي وقت قليل جداً للتقديم. انتهى بي الأمر بالتقديم في أسبوع واحد فقط. بعد ذلك مباشرة ذهبت إلى الهند لأولمبياد آخر وحصلت على الميدالية الذهبية. كان اليوم التالي لعودتي هو يوم الامتحان.

كان عليّ تقديم اختبار TOEFL، ورسالتي توصية من مرشدي ومعلمي الذي دربني على أولمبياد الرياضيات. لم يكن عليّ كتابة أي مقالات، ولم يكن اختبار SAT مطلوباً أيضاً. ولكن بمجرد دخولي الجامعة، كان عليّ كتابة مقال قبل بدء تخصصي. وبما أن لغة التدريس هي اليابانية، عادة ما يُطلب منك تقديم اختبار JLPT، لكنني لم أضطر للقيام بذلك لأنني التحقت بمدرسة للغة اليابانية لأكثر من عام.

أقول إن إنجازاتي في الرياضيات هي ما ساعدني أكثر من أي شيء آخر. لقد شاركت في الأولمبياد الدولي للرياضيات وبعض المسابقات الأخرى.

أنصح بالبدء في الاستعداد للقبول قبل عام واحد على الأقل من الموعد النهائي للتقديم. عندما بدأت، لم أكن أعرف حتى كيفية كتابة رسائل البريد الإلكتروني بشكل صحيح. في تركمانستان، على سبيل المثال، يمكنك إجراء اختبار SAT 4 مرات فقط في السنة، لذا عليك التخطيط مسبقاً.

التعليم باللغة اليابانية

جميع دروسي باللغة اليابانية. لدينا بعض الدروس الإلزامية باللغة الإنجليزية، ولكن عندما يتعلق الأمر بدراسة تخصصك، فكل شيء باليابانية. لقد خضعت لاختبار الكفاءة اليابانية (JLPT) ومستواي في اليابانية هو N2. لكن الفصل الدراسي الأول كان صعبًا للغاية، حيث كنت أفهم فقط المستوى المحادثة من اليابانية. كان لدى العديد من الدروس مصطلحات خاصة، والتي لم أفهمها أيضًا. بعد المحاضرات، كنت أعود إلى المنزل وأشاهد محاضرات باللغة الإنجليزية على يوتيوب، وهي عملية مستهلكة للوقت بشكل كبير.

درست اليابانية لمدة عام ونصف، نصفها كان عن بعد من تركمانستان والباقي هنا في اليابان. ظننت أنني سأكون قادرًا على التحدث باليابانية بمجرد وصولي إلى اليابان، لكن اليابانية المحكية مختلفة بالفعل عما تتعلمه في المدرسة.

إذا كنت تبحث عن برامج باللغة الإنجليزية فقط، فهي متوفرة في الغالب لدرجات الماجستير. على سبيل المثال، إذا كنت سأواصل تخصصي للحصول على درجة الماجستير، فسيكون ذلك باللغة الإنجليزية. سمعت أيضًا أن طلاب البكالوريوس في العلاقات الدولية يأخذون دروسًا باللغة الإنجليزية.

الحياة الطلابية في توكاي

بناءً على تجربتي الشخصية، وتجربة أصدقائي في الجامعات الأخرى الرائدة في اليابان، يبدو أن الدراسة الأكاديمية في توكاي أقل صرامة. يعتمد مقدار الدراسة الذي يجب عليك القيام به على مهاراتك وخبراتك السابقة، ولكن بشكل عام، يمكنك أن تحظى بحياة أكثر توازناً ووقت أكثر للقيام بأنشطة ممتعة. خارج الفصول الدراسية، أحب ممارسة الشودو (فن الخط الياباني). انضممت هذا العام إلى مشروع الابتكار العالمي حيث نقوم بأنشطة متنوعة تتعلق بأهداف التنمية المستدامة. كما أحب حضور الفعاليات في طوكيو وبناء شبكة علاقاتي هنا.

حرم جامعة توكاي جميل حقًا. قبل مجيئي إلى اليابان، اعتقدت أن توكاي تقع في وسط طوكيو، لكنها في الواقع تقع في شونان. إنه مكان لطيف جدًا أيضًا، لكن لا توجد ناطحات سحاب عالية، أو أي شيء قد تتخيله في مدينة كبيرة. ما زلت سعيدًا جدًا هنا حيث يوجد الكثير من الطبيعة في المنطقة المحيطة.

التنوع في جامعة توكاي

قد لا تكون توكاي متنوعة مثل الجامعات الأخرى الشهيرة بين الطلاب الدوليين، ولكن مقارنة بالجامعات الأصغر في اليابان، فهي بالتأكيد دولية. هناك حوالي ألف طالب دولي في الحرم الجامعي. حوالي نصفهم من الصين، والباقي من دول أخرى

الفرص المهنية

تقيم جامعة توكاي فعاليات للتدريب الداخلي والبحث عن وظائف، ولكنها جميعها تبدأ في السنة الثالثة. كما أنها تستهدف في الغالب الشركات اليابانية، بينما أنا مهتم بالشركات الدولية. أخطط للعثور على فرص التدريب الداخلي بنفسي من خلال حضور الفعاليات وبناء شبكة علاقات. ما زال لدي وقت، لذا فأنا حالياً في مرحلة الاستكشاف فقط! لم أقرر بعد المدة التي أرغب في البقاء فيها في اليابان، ولكنني أخطط في النهاية للعودة إلى تركمانستان.